والأذانان هنا: الأذان والإقامة، ولا شك أن التمهل بين الأذان والإقامة من المعاونة على البر والتقوى المندوب إليها (نيل الأوطار للشوكاني، 2/ 621)، وقد جاء من حديث عبد الله بن زيد (رضي الله عنه) ما يدل على الانتظار بين الأذان والإقامة، وفيه: “رأيت رجلاً كأنّ عليه ثوبين أخضرين فقام على المسجد فأذن، ثم قعد قعدة ثم قام فقال مثلها إلا أنه يقول: قد قامت الصلاة.”، وفي رواية: “أن الملك علَّمه الأذان، ثم استأخر عنه غير بعيد، ثم علّمه الإقامة.” (رواه أبو داوود وصححه الألباني)

وسمعت العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز (رحمه الله) يقول: “لا يعجل بالإقامة حتى يأمر بها الإمام، ويكون ذلك ربع ساعة أو ثلث ساعة أو نحو ذلك، وإذا تأخر الإمام تأخرًا بيّنًا جاز أن يتقدم بعض الحاضرين فيصلي بالناس.”

والإمام أملك بالإقامة فلا يقيم المؤذن إلا بعد إشارته، والمؤذن أملك بالأذان؛ لأن وقته موكول إليه؛ ولأنه أمين عليه (سبل السلام للصنعاني، 2/ 951)،وسمعت العلامة عبد العزيز ابن باز (رحمه الله) يقول: “الإمام هو المسؤول عن الإقامة، والمؤذن هو المسؤول عن الأذان، والحديث وإن كان ضعيفًا لكن يتأيد بقول علي، ويتأيد الجميع بفعل النبي (صلى الله عليه وسلم)، فإنه كان (صلى الله عليه وسلم) هو الذي يأمر بالإقامة، والعمدة على هذا لا على الحديث الضعيف.” (شرح الشيخ للحديث رقم 216، 217 من بلوغ المرام)